في كلمة للمركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف.. المركز يطالب بوقف سياسة الكيل بمكيالين تجاه آلاف الأسرى الفلسطينيين

نددت لينا الطويل مديرة المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وأوضحت الطويل في كلمة ألقتها نيابة عن المركز خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة بأنه جرى اعتقال ما يقارب 5,000 مواطن فلسطيني من قطاع غزة خلال أقل من عامين وأن الكثير منهم تعرضوا للاخفاء القسري، وحُرموا من التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم، بل وحتى من مجرد الاعتراف بوجودهم مشيرة إلى أن إخفاء مصيرهم يعد بمثابة جريمة حرب ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت الطويل بأنه من أجل 48 إسرائيليًا محتجزًا، توقّف العالم بأسره وساد الغضب في أوساط المجتمع الدولي وطالب بالتحرك الفوري، متسائلة ماذا عن آلاف الفلسطينيين المعتقلين من دون محاكمة أو تهمة، المتروكين ليتعفنوا في السجون لسنوات؟ لماذا يصمت العالم عنهم؟ لماذا يدير ظهره عندما يُعذَّب الأبرياء ويُهملون ويُنسون؟ لماذا يغيب الغضب حين تكون وجوه المعتقلين فلسطينية؟

وخاطبت الطويل المجلس بالقول: داخل السجون، الأوضاع وحشية — تعذيب، عزل انفرادي، إهمال طبي. خذوا مثلًا الدكتور حسام أبو صفية، الذي اعتُقل وهو ينقذ الأرواح، واليوم يذوي بلا علاج. أو تهاني أبو سمهان، اعتُقلت وهي حامل وأُجبرت على الولادة داخل السجن. طفلها الرضيع، يحيى، أصبح أصغر أسير في العالم. أي ضمير يقبل أن تبدأ حياة طفل خلف القضبان؟

وواصلت الطويل القول: عندما قُتل الصحفي الأميركي تشارلي كيرك، اعتُبر ذلك اعتداءً على حرية الصحافة، لكن الصحفيين الفلسطينيين يذبلون في السجون، بعضهم قُتل أمام الكاميرات، ولم تحمهم ستراتهم الصحفية. فأين الغضب من أجلهم.

وشددت الطويل على أن مجلس حقوق الإنسان في جنيف مطالب بالتحرك للإفراج عن جميع الفلسطينيين المعتقلين من دون تهمة أو محاكمة وإنهاء جرائم الإخفاء القسري، والتعذيب، والإهمال الطبي، وتمكين اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول الفوري إليهم والإطلاع على أوضاعهم الإنسانية.

واختتمت الطويل كلمتها بالقول: التاريخ سيسأل: ماذا فعلتم عندما صمتت آلاف الأصوات؟ الوقت للتحرك هو الآن. الوقت لكسر الصمت هو الآن.