نادي الأسير: 47 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال وسط تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات

رام الله – الدائرة الإعلامية:

أكد نادي الأسير الفلسطيني أن عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى 47 أسيرة، في ظل تصاعد خطير في وتيرة الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي ترتكبها إدارة السجون بحقهن، منذ بدء عدوان الإبادة المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وأوضح نادي الأسير في بيان صدر عنه، أن الأسيرات يواجهن ظروف اعتقال قاسية تنطوي على انتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، والتفتيش العاري، والاحتجاز في زنازين تفتقر لأدنى المقومات الصحية. وبيّن أن عمليات القمع والتنكيل والإذلال باتت سياسة ممنهجة، تتعمد من خلالها سلطات الاحتلال كسر إرادة الأسيرات والنيل من كرامتهن.

وأشار النادي إلى أن نتائج زيارات ميدانية أجراها لعدد من الأسيرات خلال النصف الثاني من أيار/مايو الماضي، عكست استمرار الانتهاكات بكافة أشكالها، دون أي تحسّن يذكر في الأوضاع الاعتقالية، لا سيما فيما يتعلق بالحالة الصحية المتدهورة لبعض الأسيرات، وبينهن مريضات يعانين من أمراض مزمنة، ويحتجن إلى علاج ومتابعة صحية عاجلة.

وخصّ البيان بالذكر حالة الأسيرة فداء عساف من قلقيلية، المعتقلة منذ شباط/فبراير 2015، والتي تعاني من سرطان الدم، ويشهد وضعها الصحي تدهوراً مستمراً بسبب ظروف الاعتقال القاسية وغياب الرعاية الطبية اللازمة. وكشفت فحوصات أجريت لها مؤخراً في مستشفى “رمبام” الإسرائيلي أن حالتها الصحية بلغت مرحلة حرجة، تتطلب علاجاً مكثفاً، بينما تستمر سلطات الاحتلال في اعتقالها بذريعة “التحريض”.

كما استعرض نادي الأسير حالة الأسيرة حنين جابر من طولكرم، وهي أم لشهيدين ومعتقلة منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، حيث تبين بعد اعتقالها أنها مصابة بورم في الثدي وتحتاج إلى متابعة طبية عاجلة خارج المعتقل، الأمر الذي ترفضه سلطات الاحتلال.

وفي سياق الاعتداءات المستمرة، أشار النادي إلى تعرض الأسيرة كرمل الخواجا لاعتداء جسدي من قبل إحدى السجانات خلال عملية قمع جماعي نفذتها قوات القمع داخل قسم الأسيرات في أيار/مايو. وتم عزلها وفرض سلسلة “عقوبات” جماعية شملت حرمان الأسيرات من الخروج إلى “الفورة”، ضمن سياسات ممنهجة تهدف إلى التضييق النفسي والجسدي.

ووثّق النادي شهادات صادمة من أسيرات حول ظروف اعتقالهن، من بينها إفادة للأسيرة (س.و) التي تعرضت للإهانات والشتائم والحرمان من استخدام المرحاض، والتجويع، والتقييد، والاعتداء الجسدي، خلال مراحل اعتقالها ونقلها بين سجون “هشارون” و”الدامون”، مؤكدة أن القمع والحرمان من الحقوق الأساسية بات جزءاً من الحياة اليومية للأسيرات.

وأبرز نادي الأسير أن غالبية الأسيرات يعانين من سياسة التجويع الممنهج، حيث يتم تقديم كميات قليلة من الطعام، سيئة الجودة، الأمر الذي تسبب في مشاكل صحية، أبرزها اضطرابات الجهاز الهضمي وانخفاض الوزن بشكل لافت.

أرقام وحقائق حول الأسيرات:

  • سجلت نحو 545 حالة اعتقال لنساء فلسطينيات منذ بدء حرب الإبادة، دون احتساب الاعتقالات في قطاع غزة والتي تُقدّر بالعشرات.
  • من بين الأسيرات: محاميات، وصحفيات، وطالبات جامعيات، ومعلمات، وأمهات وشقيقات أسرى وشهداء.
  • اعتُقلت بعض النساء رهائن للضغط على أفراد عائلاتهن المطاردين.
  • يوجد حالياً 47 أسيرة داخل سجون الاحتلال، من بينهن طفلة، وأسيرتان حاملان في الشهر الخامس.
  • تُحتجز 8 أسيرات تحت بند الاعتقال الإداري دون تهمة، بزعم “وجود ملف سري”.
  • أغلب الأسيرات معتقلات على خلفية ما يسمى بـ”التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي”.
  • من بين الأسيرات أيضاً أسيرتان من قطاع غزة.

وشدد نادي الأسير على أن هذه الانتهاكات تمثل امتداداً لسياسة الاحتلال التاريخية بحق الأسيرات الفلسطينيات، لكنها اليوم تأخذ طابعاً أكثر شراسة ووحشية، نتيجة لحجم الجرائم وكثافتها.

وفي ختام بيانه، جدّد نادي الأسير دعوته للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل، واتخاذ إجراءات ملموسة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المتصاعدة، وفرض عقوبات تضع حداً لحالة الإفلات من العقاب، وإنهاء الصمت المطبق تجاه معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.