يواصل المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى توثيق معاناة ذوي وعوائل الأسرى والمحررين ويسلط الضوء في هذا التقرير على معاناة عائلة الأسير المحرر وسام علي راضي الذي اعتقل عام 2005 من محافظة رام الله في الضفة الغربية وأفرج عنه خلال صفقة التبادل في أكتوبر الماضي من العام الجاري إلى قطاع غزة، حيث لم تتمكن أسرته التي تقيم في الضفة الغربية من لقائه حتى اليوم في إصرار من قبل الاحتلال الإسرائيلي على تنغيص فرحة الإفراج عن الأسرى ومضاعفة معاناة ذويهم رغم الإفراج عنهم.
وتقول نور جيهان إبنة الأسير وسام التي اعتقل والدها وكانت لم تبلغ العامين بعد: ” منذ 2006 يمعن الاحتلال في حرمان أهله المقيمين في غزة من زيارته، بحجة الوضع الأمني، ويسمح فقط بزيارات محدودة لزوجته وأولاده بعد موافقة المحكمة الإسرائيلية العليا، وبينما سمح لها ولشقيقها بزيارة والدهم لكنه كان يمنع والدتهم من الزيارة إلا مرة واحدة في العام فقط، وتضيف نورجيهان بأن هذه الزيارات استمرت حتى أكتوبر من العام 2023 قبل أن تتوقف تماما نتيجة للأحداث الأخيرة والعدوان على قطاع غزة، حيث انقطع خلالها التواصل مع والدها بشكل كامل.
وتستدرك نورجيهان القول فتقول بأن والدها تعرض لمحاكمة جائرة وقاسية حيث صدر بحقه بعد اعتقاله حكما بالسجن لسبعة أعوام، وقبل موعد الإفراج عنه بفترة وجيزة لم تتجاوز العشرين يوما قامت المحكمة الإسرائيلية بالتراجع عن هذا الحكم وأصدرت حكما بالمؤبد مدى الحياة بحق والدها مشيرة إلى أن ذلك كان صدمة كبيرة لعائلتها التي كانت تنتظره بشغف وبفارغ الصبر.
وتقول جيهان: ” بعد عشرين عاما وهذه المدة الطويلة وبعد أن بدأت مراحل تنفيذ صفقة التبادل في أكتوبر 2025 أخبرهم والدها بأنه سيتم إبعاده إلى مصر، فاستعدوا لذلك، إلا أنهم فوجئوا في يوم الصفقة بأنه ضمن قوائم المفرج عنهم إلى الضفة الغربية ولن يتم إبعاده، وبعد وصول الأسرى المحررين إلى الضفة الغربية لم تعثر نورجيهان وأسرتها على والدهم حتى جاءهم اتصال منه بأنه تم الإفراج عنه ولكن إلى قطاع غزة ولم يتم الالتقاء به حتى اللحظة حيث يرفض الاحتلال السماح بالتوجه من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بفعل الحصار وإغلاق المعابر.
وتأمل نورجيهان وشقيقها أيمن ووالدتهما بنجاح محاولات الوصول إلى قطاع غزة للقاء والدها أو أن يتمكنوا من اللقاء به في أي مكان بعد هذه السنوات الطويلة من الغياب والفراق.
والأسير وسام راضي من مواليد مدينة خانيونس يونيو عام 1973وانتقلت عائلته إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة ودرس في مدارسها، وقد أكمل دراسته الجامعية في جامعة الأزهر، وحصل على دبلوم علاقات عامة وإعلام وعمل بعدها ضابطا في جهاز الشرطة الفلسطينية.
وكان المحرر راضي تعرض للاعتقال من منزله في مدينة رام الله وتم اقتياده للتحقيق في سجن المجدل حيث خضع لتحقيق قاسٍ حكم عليه بالسجن 7 سنوات، وقبل انتهاء فترة محكوميته بعشرين يومًا، تم اقتياده فجأة إلى المحكمة وحكم عليه بالسجن المؤبد وقد علمت عائلته بهذا الحكم عبر الصحف والقنوات الإسرائيلية.
ولا تزال عائلة الأسير المحرر وسام راضي تنتظر اجتماع شمل العائلة بعد هذه السنوات الطويلة من الحرمان والقهر والمنع من الزيارات والقرارات الإسرائيلية الجائرة التي تجعل من لقاء واجتماع أفراد الأسرة الواحدة حلما بعيد المنال.


