استشهاد المعتقل رائد عصاعصة جريمة جديدة في سجل التعذيب الطبي في سجون الاحتلال

استشهاد المعتقل رائد عصاعصة جريمة جديدة في سجل التعذيب الطبي في سجون الاحتلال

يحذّر المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى من التصاعد الخطير في أعداد شهداء التعذيب والإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار صمت دولي مطبق، وعجز المنظومة الحقوقية العالمية عن التدخل الفاعل.

وقد استُشهد يوم الجمعة الموافق 13 حزيران/يونيو 2025 المعتقل الفلسطيني رائد إسماعيل عصاعصة (57 عامًا) من بلدة علّار شمال طولكرم، داخل أحد مستشفيات الاحتلال، بعد نحو 27 يومًا من اعتقاله بزعم دخوله الأراضي المحتلة عام 1948 دون تصريح، أثناء عمله في مدينة باقة الغربية.

وكان الراحل يعمل مع شقيقه محمود عصاعصة (52 عامًا) الذي لا يزال قيد التوقيف في سجن الجلمة.

ووفق معطيات العائلة، فإن الشهيد رائد عصاعصة عانى من التهابات حادة في الأسنان تطورت إلى التهاب في منطقة الصدر ثم جلطة دموية وفشل كلوي، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد، حيث ماطلت إدارة السجن في علاجه لأكثر من عشرة أيام، إلى أن فقد وعيه ونُقل في حالة حرجة إلى المستشفى، حيث تم إبلاغ العائلة باستشهاده رسميًا يوم الجمعة.

إننا في المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى نحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل عصاعصة، ونعدّ ما جرى جريمة طبية وإنسانية موثقة، تندرج في سياق سياسة ممنهجة ضد الأسرى، خاصة من فئة العمّال الفلسطينيين الذين جرى اعتقال الآلاف منهم منذ بداية حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وتعرّضوا لصنوف شتى من الإذلال والانتهاكات.

وباستشهاد رائد عصاعصة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 72 شهيدًا، بينهم 5 عمّال، بينما تواصل سلطات الاحتلال حجب المعلومات عن عشرات الشهداء المعتقلين، لا سيما من أبناء غزة، ما يكشف حجم الفظائع المرتكبة.

ويُذكّر المركز أن العدد الإجمالي لشهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 بلغ 309 شهيدًا معروفي الهوية، غالبيتهم قضوا نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد، ما يجعل هذه المرحلة الأشد دموية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.

إن استشهاد رائد عصاعصة هو جريمة متكررة في سجل منظومة الاحتلال القائمة على الإهمال والتعذيب، ويُظهر مدى الاستخفاف بحياة الفلسطينيين، خاصة الأسرى، في ظل غياب الرادع القانوني والمحاسبة الدولية.

ويطالب المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والحقوقية:

  • بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في ظروف استشهاد المعتقلين؛
  • بفرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال؛
  • بإنهاء سياسة الحصانة الدولية التي تُمارسها إسرائيل بغطاء دولي وصمتٍ مخزٍ؛
  • وبضرورة التحرك الفوري لإنقاذ حياة آلاف الأسرى الذين يُواجهون المصير ذاته.

ويؤكد المركز أن صمت العالم شراكة في الجريمة، وسيُسجّل كعارٍ في صفحات التاريخ والعدالة الإنسانية.