لازالت فصول الإبادة التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تتكشف يوما بعد يوم، وفي إطار توثيق شهادات الناجين من الأسر والاعتقال يواصل المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى توثيق شهادات حية لأسرى محررين عايشوا شهورا طويلة من التعذيب والضرب والتنكيل الذي كاد أن يودي بحياتهم خلال مكوثهم داخل السجون الإسرائيلية.
المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى التقى الأسير المحرر خالد بركات الذي اعتقل من مدينة غزة في خضم الهجوم البري عليها حيث تم اقتياده بعد اقتحام بيته لأكثر من مكان لم يتمكن من التعرف عليها حتى وصل إلى معتقل سديه تيمان في حالة صحية يرثى لها بفعل ما تعرض لها منذ اللحظات الأولى للاعتقال من تجريد من ملابسه وتقييد وضرب وتنكيل استمر منذ اللحظات الأولى لاعتقاله وحتى الإفراج عنه، ويروي المحرر بركات بعضا من معاناته ويقول: ” في الأيام الأولى لاعتقالي مكثت 130 يوما في معتقل سديه تيمان معصب العينين ومكبل من اليدين والقدمين وقد كانت الكلاب البوليسية تدخل علينا يوميا وتهاجمنا وتكسرت أضلاعي وعدد من الأسرى لقوتها وشراستها وحتى لحظة الإفراج عني لم يتم عرضي على أي طبيب ولازالت الأوجاع والآلام نتيجة التئامها بشكل غير سليم مستمرة، ويقول المحرر بركات: كان من أصعب ما واجهنا في سديه تيمان استخدام دورات المياه كان مرة واحدة في اليوم في أفضل الأحوال وكنا نقضي حاجتنا ونحن مكبلين ومقيدين.
ويضيف المحرر بركات في شهادته: المكان عبارة عن مجموعة من الأقفاص الحديدية يوضع فيها أعداد معينة من الأسرى، وكل قفص كبير يضم حوالي 130 معتقلا ويتعرضون لمراقبة على مدار الدقيقة وأي اشتباه بأي حركة عفوية كنا نتعرض لضرب وشتائم لا تتوقف، أما عن الطعام فيوضح المحرر بركات أنه كان في أفضل الأحوال عبارة عن قطع خبز ناشف مع ملعقة تونة أو بعض الأرز.
ويوضح بأنه تم نقله لأكثر من سجن ومعتقل مستذكرا: “في معتقل عوفر تعرضت لتعذيب وضرب لأيام متواصلة، حيث كان يتم الطلب منا الخروج الواحد تلو الآخر للضرب المبرح بالعصا والأدوات الحادة، ولم يتم مراعاة الحالات المرضية أو الأسرى كبار السن بل كانوا يتعمدون بدء عملية الضرب بهم”.
ويروي معاناة أحد زملائه بالقول: “كان أحد الأسرى الذي يتعرض للضرب معنا مصاب بالسكري وبعد التهاب قدمه لأيام بدأ الدود يخرج منها ثم نقلوه للمشفى وعاد لنا بعد أيام مبتور القدم، وكان معنا أسرى مبتوري القدمين، حيث كانت من أصعب المشاهد التي كنا نواجهها”.
ويواصل المحرر بركات القول: “في إحدى التنقلات عند عودتنا من عوفر لسديه تيمان قامت الكلاب بمهاجمتنا قبل دخول السجن وخلال عملية النقل كنا نتعرض لصعقات كهربائية ونحن في باص النقل وضرب بمقابض حديدية استمر طوال الطريق وخلال ذلك تم سحب الفرشات التي كنا ننام عليها خلال فصل الشتاء ولم نكن نملك أي ملابس شتوية وكان أغلب الأسرى مصاب بمرض الجرب وكل السجون التي انتقلنا إليها كانت كاميرات المراقبة في كل مكان ولم يكن يسمح لنا باستخدام دورات المياه، وكنا نقضي الحاجة عبر دلو وكان يرفض تفريغه إلا بعد أن يتم خروج ما فيه لغرف الأسرى وكان محظور استخدام هذا الدلو إلا في أوقات محددة، ولم تتم زيارتنا من الصليب الأحمر طوال فترة الاعتقال إلى إلى تهديدنا بالقتل بعد الخروج من الاعتقال وأنهم لن يتركونا نعيش بهدوء، وأخبرونا مرات عديدة أنهم قاموا بقصف بيوتنا وقتل كافة أهلنا.



